لم تكن بداية الحارس المخضرم اوليفر كان مع فريقه بايرن ميونيخ للموسم الجديد مبشره.. فقد حضر جميع زملائه التدريب في الموعد المحدد مع المدير الفني الجديد فيليكس ماجات الا هو حيث جاء متأخرا عشرين دقيقه.
واذا كان هذا التراجع يعتبر منطقيا في ظل ابتعاد كان عن مسيرته المثاليه خلال العامين الماضيين.. لا سيما بعد الهفوه القاتله التي جعلت البرازيل تفوز على المانيا في نهائي مونديال 2002 بهدفين للاشئ وفشل يومها في امساك تسديدة ريفالدو رغم عدم خطورتها حيث استغلها رونالدو وسجل منها احد هدفي فريقه .. ومنذ ذلك الحين والحارس الالماني بدأ طريقه نحو التراجع.
بدأت حياة اوليفر كان تخرج عن المسار الصحيح سواء على الصعيد المهني او الشخصي عندما اصيب بتمزق عضلي في اكتوبر من عام 2002 وبدلا ان يحرص على متابعة مباريات فريقه في البوندسليجا .. فضل لعب الجولف والذهاب الى الديسكو ليلا مما دفع مسؤلي النادي لفرض غرامه عليه قدرها عشرة الاف دولار.
ويساور الحارس الالماني احساس دائم بأنه موضع حسد وان عيون الاخرين تطارده بسبب نجاحاته ووضعه المادي حيث يحصل على راتب سنوي اكثر من خمسة ملايين دولار.. وفي الوقت الذي يرفض فيه تبرير تصرفاته فأنه ارتكب خطأين غير عاديين في مباراة فريقه امام بريمن في الدوري كانا وراء خسارته بهدفين للا شئ .. وبات التساؤل كيف وصل الحال بحارس كان من افضل حراس المرمى في العالم ان يسمح بمرور الكرات من بين يديه الى داخل الشباك.
ربما يأتي الرد على هذه الاخطاء عندما نعرف ما كان يجري خارج الملعب حيث تعرض الحارس البافلاري لظروف غير اعتياديه فقد حصل مرة في يوم واحد على ثلاث غرامات لتجاوز السرعه كما انه بينما كانت زوجته " سيمونه" تستعد لانجاب طفلهما الثاني جرى كشف النقاب عن علاقه غراميه له مع امراه اخرى حيث طلبت زوجته بعدها الطلاق . وقد كان الحارس يظن بأنه يستطيع الفصل بين حياته الشخصيه وحياته العمليه. وفي تحليله لتصرفات اللاعب قال" اولي هونيس" مدير فريق بايرن ميونخ ان هذا اللاعب الطموح والمحب لعمله جدا والدائم الانضباط يود الهروب من حياته الحاليه المليئه بالضغوط والمفتقده للسعاده.
ويقول " كان" "كنت مهووسا بعملي فقط وظننت وقتها بأنني سوف انكسر من كثرة الضغوط " . ويضيف قائلا" كان من الضروري ان اغير حياتي , وقلت لنفسي : لابد ان هناك شيئا اخر في الحياة غير التدريبات والانتصارات المستمره .. وقد ظهر "كان" مرات عده وهو يشرب الكحول ويدخن مما افقده امكانات حارس المرمى المتميز.
ما الذي حدث "لكان"؟ كان هذا السؤال الذي طرح في اوساط الكرة الالمانيه بعد عام مما جرى في كأس العالم عاك 2002 , فهذا الحارس كان دائما يزن اعماله بشكل كبير من الناحيه النفسيه ويخاف من تأثير الوقت عليه لانه كان يعتقد بأن حظه سوف يتلاشى وان تقدمه في السن سوف يوثر على مقدراته.. وجد نفسه فجأه في احدى المراحل وصل الى كل اهدافه ما عدا الفوز بكأس العالم وهي اخطر مرحله يمكن ان يصل اليها اي لاعب لانها تفقده الرؤيه المستقبليه للأمور.
ادرك "كان" الخطر الذي احدق به لكنه لم يعرف كيف يمكن ان يسيطر عليه كما ان تحليله الذاتي لنفسه بأنه حاد عن مساره قليلا كان تهوينا لوضعه الضعيف الذي اراد ان يقويه من خلال التركيز على الرياضه اكثر. لكن الامر لم يتحسن حتى في موسم عام 2003/2004 و " الملك اوليفر " كما كان يسمى عندما كان نجمه ساطعا اصبح الناس يدعونه " اوليفر المرتبك" وباتوا يسخرون منه ويلاحقونه في حياته الشخصيه بل وانتشر بائعو صور المشاهير اما بيته في حي جرونفالد الثري في ميونخ منتظرين اية فضيحه لاتقاط صور ويمكن بيعها للصحف.
في البدايه استمتع " كان " بهذه الامور باعتباره شخصيه عامه لكن بدأت المسأله تضغط على اعصابه وتجعله مستاء طوال الوقت لان تأثيرات قويه وقد حاول ان يحارب هذا الهجوم على حياته الشخصيه لدرجة انه خطط للرحيل الى دولة اخرى. وادرك ان الثمن الذي يجب ان يدفعه من اجل مهنته عاليا جدا بعد ان سلبت كل هذه الامور السلبيه حبه للعبة وبدأ يفقد تركيزه على الاشياء المهمه.
ان خروج بايرن ميونخ من البطولات المحليه والاوروبيه خالي الوفاض الموسم الماضي مرتبط باسم " اوليفركان " لكن هذا الاتهام الثلاثي لم يهز من ثقته بنفسه فالنقد الذاتي اصبح كلمه غريبه عليه بعد 2002 لان النجم صاحب الامكانات الكبيره لا يشك أبدا بمقدراته .
يقول " كان " " كانت هناك فتره في حياتي اعتقدت فيها بأنني ملك ولا منافس لي " هذا الغرور كان وراء ارتكابه خطأ كبيرا في دور الثمانيه لدوري ابطال اوروبا امام الريال عندما مرت منه تسديدة روبرتو كارلوس الى المرمى رغم انها كانت من مسافه 400 مترا .. وكان عليه ان يصحح هذا الخطأ في مباراة الاياب في مدريد اي عليه ان يربح المباراه بمفرده.
اما زملائه في بايرن ميونخ الذين ابتعد عنهم كثيرا مؤخرا فيهزون رؤسهم باستياء منه وعندما لعب في مايو 2004 بعجرفه كبيره امام فريق بريمن لم ينبهه اي منهم الى افعاله فهم لم ينسوا ان " كان" لم يذكر ايا من افضالهم في كتابه " الرقم واحد" الذي جاء في وقت كان فيه بايرن يعاني من هزائم عدة في موسم 2003/2004 لكن الحارس كانت لديه اشياء اهم ليفعلها .. ومع ذلك تكا مدربه في ذلك الوقت " اوتمار هيتسفيلد " عن امكاناته المميزه بغرض استفزاز اللاعبين في مباراة شتوتجارت وكانت النتيجه الخساره بثلاث اهداف للاشئ . لكن هل لا يزال هذا الحارس محتفظا بشخصيته المعروفه بالمثابره والعمل الجدي؟ لقد حقق " كان" استقلاليته عندما كان المدير الفني للفريق المدرب " الكريم" هيتسفيلد الذي وافق على الاحتفاظ بحارس مرماه كعرفان بالجميل لكن ما قدمه من انجازات في دوري الابطال عام 2001 .
ظل المسؤولون في النادي صامتين لكنهم داخليا كانوا يعلنون بشكل صريح " عندما مشكله حارس المرمى " وعندما صرح " كان" افضل حارس اعوام 1999 و 2001 و 2002 قبل عشرة ايام فقط من بدء بطولة كأس اوروبا عام 2004 في البرتغال بأنه قد يترك النادي قريبا . احتفظ المسؤولون بهدوئهم ولم يتصلوا به لمدة اربعة اسابيع وقد قام هو بنفس الشئ ايضا , عرف الكبار في بايرن ان هذا اللاعب البالغ من العمر 35 عاما والذي ربح معظم البطولات ما عدا كأس العالم لن يجد بسهوله فريقا يرضيه وان فرص العمل في انديه اوروبا المشهوره لكرة القدم نادره وليس هناك مكان شاغر لحارس مرمى. على الرغم من انه يدعي رفضه عرضا من اليابان التي يطلقون عليه لقب( رجل صفر) بمبلغ 8 ملايين دولار لان ذلك يعني بأنه لن يستطيع الاشتراك في كأس العالم 2006 .
عاد " كان" كما كان متوقعا الى بايرن ودافع عنه " هونيس" قائلا : " الذبب ليس ذنبه" .. كما غير المدرب الجديد " فليكس ماجات" اوقات التدريب وعقد لقاء منفردا معه حيث قال بعده بأنه اكتشف شخصيه لاعب له موقف محترف .
يدرك المدرب " ماجات" وهو مراقب ذكي بأن اجواء الفريق زالالقاب التي يطمح للحصول عليها لها علاقه مباشره ب " اوليفر كان " وبتصرفاته الاجتماعيه وارادته على بذل اقصى الجهود وقال : " يجب على ان اصلح من وضع كان " والا فأن الشكوك التي كانت تحوم حول امكانات الحارس حتى كأس اوروبا في البرتغال سوف تتزايد".
ولكن.. هل سيحمي " اوليفركان " المرمى الالماني في كأس العالم 2006 كما كان يدعي سابقا ام ان ذلك غير مؤكد ؟ الجواب على هذا السؤال عند اوليفر نفسه وبناء على المجهود الذي سيبذله على ارض الملعب.
من هو ؟
الاسم : اوليفر كان
تاريخ الميلاد : 15 يونيو 1969 في مدينة كارلسروه ( المانيا)
الطول : 188 سم.
الوزن: 93 كج
مشواره في الملاعب :
1975- 1994 : نادي كارلسروه 1994 الى الان : بايرن ميونيخ
البطولات التي حققها :
بطوله اوروبا 1996
المركز الثاني في كأس العالم 2002
لقب دوري ابطال اوروبا 2001
لقب كأس الاتحاد الاوروبي 1996
لقب بطولة العالم للانديه ( الانتركونتيننتال)
دوري المانيا ( 1997- 1999- 2000-2001-2003 )
كأس المانيا ( 1998- 2000- 2003 )
انجازاته الشخصيه:
افضل لاعب في كأس العالم 2002
افضل حارس مرمى في كأس العالم 2002
افضل حارس مرمى في العالم اعوام( 1999- 2001- 2002 )
افضل حارس مرمى في اوروبا في الاعوام ( 1999- 2000- 2001- 2002 )
عدد مبارياته الدوليه : 72 مباراه
منقول